سورة الحجر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{قال فما خطبكم} ما شأنكم وما الذي جئتم له؟
{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين} يعني: قوم لوط.
{إلاَّ آل لوط} أتباعه الذين كانوا على دينه. وقوله: {قدَّرنا} قضينا ودبَّرنا أنَّها تتخلَّف وتبقى مع مَنْ بقي حتى تهلك.


{منكرون} أَيْ: غير معروفين.
{قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون} بالعذاب الذي كانوا يشكُّون في نزوله.
{وأتيناك بالحق} بالأمر الثَّابت الذي لا شكَّ فيه من عذاب قومك.
{فأسر بأهلك} مُفسَّرٌ في سورة هود. {واتبع أدبارهم} امش على آثارهم ببناتك وأهلك لئلا يتخلَّف منهم أحدٌ {ولا يلتفت منكم أحد} لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من العذاب {وامضوا حيث تؤمرون} حيث يقول لكم جبريل عليه السَّلام.
{وقضينا إليه} أوحينا إليه وأخبرناه {ذلك الأمر} الذي أخبرته الملائكة إبراهيم من عذاب قومه وهو {أنَّ دابر هؤلاء} أَيْ: أواخر مَنْ تبقَّى منهم {مقطوع} مُهلَكٌ {مصبحين} داخلين في وقت الصُّبح. يريد: إنَّهم مهلكون هلاك الاستئصال في ذلك الوقت.
{وجاء أهل المدينة} مدينة قوم لوط، وهي سذوم {يستبشرون} يفرحون طمعاً منهم في ركوب المعاصي والفاحشة حيث أُخبروا أنَّ في بيت لوطٍ مُرداً حساناً، فقال لهم لوط: {إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون} عندهم بقصدكم إيَّاهم، فيعلموا أنَّه ليس لي عندكم قدرٌ.
{واتقوا الله ولا تخزون} مذكورٌ في سورة هود.
{قالوا أَوَلَمْ ننهك عن العالمين} عن ضيافتهم؛ لأنَّا نريد منهم الفاحشة، وكانوا يقصدون بفعلهم الغرباء.
{قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين} هذا الشَّأن. يعني: اللَّذة وقضاء الوطر. يقول: عليكم بتزوجهنَّ، أراد أن يقي أضيافه ببناته.
{لعمرك} بحياتك يا محمد {إنهم} إنَّ قومك {لفي سكرتهم يعمهون} في ضلالتهم يتمادون. وقيل: يعني: قوم لوط.
{فأخذتهم الصيحة} صاح بهم جبريل عليه السَّلام صيحةً أهلكتهم {مشرقين} داخلين في وقت شروق الشَّمس، وذلك أنَّ تمام الهلاك كان مع الإِشراق.


{للمتوسمين} أَي: المُتفرِّسين المُتثبِّتين في النَّظر حتى يعرفوا حقيقة سمة الشَّيء.
{وإنها} يعني: مدينة قوم لوط {لبسبيل مقيم} على طريق قومك إلى الشَّام، وهو طريقٌ لا يندرس ولا يخفى.
{إنَّ في ذلك لآية للمؤمنين} لعبرةً للمصدِّقين. يعني: إنَّ المؤمنين اعتبروا بها.
{وإن كان أصحاب الأيكة} قوم شعيب، وكانوا أصحاب غياضٍ وأشجار.
{فانتقمنا منهم} بالعذاب. أخذهم الحرُّ أيَّاماً، ثمَّ اضطرم عليهم المكان ناراً فهلكوا. {وإنَّهما} يعني: الأيكة ومدينة قوم لوطٍ {لبإمامٍ مبين} لبطريقٍ واضحٍ.
{ولقد كذَّب أصحاب الحجر} يعني: قوم ثمود، والحِجر اسم واديهم {المرسلين} يعين: صالحاً، وذلك أنَّ مَنْ كذَّب نبيَّاً فقد كذَّب جميع الرُّسل.
{وآتيناهم آياتنا} يعني: ما أظهر لهم من الآيات في النَّاقة.
{وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً} لطول عمرهم كان لا يبقى معهم السُّقوف، فاتَّخذوا كهوفاً من الجبال بيوتاً {آمنين} من أن يقع عليهم.
{فأخذتهم الصيحة} صحية العذاب {مصبحين} حين دخلوا في وقت الصُّبح.

1 | 2 | 3 | 4 | 5